: رحلة داخل سر الاعتراف
صفحة 1 من اصل 1
: رحلة داخل سر الاعتراف
هل من ضرورة لسر الاعتراف؟
هناك اتجاهان غريبان عن روح الكنيسة الارثوذكسية يحكمان ممارسة سر الاعتراف عند غالبية الشباب في كنيستنا
الاتجاه الاول:
هو الاكتفاء بأخذ الحل من الكاهن مهما كانت حالة المعترف بل وكثيرا ما يكون اعطاء الحل لجماعات كثيرة دفعة واحدة دون محاولة فحص كل شخص ومدي استحقاقه لنيل هذا الحل
هذا الاتجاه يركز علي سلطة الكاهن للحل فيعتبر الاعتراف صحيحا بغض النظر عن حالة المعترف الروحية والنفسية,انه يخلع علي الكاهن نوع من السحر السري حتي انه مجرد ان يتلفظ بكلمات الحل يصبح الشخص تائبا مهما كانت حالته, هذا الاتجاه يركز علي شكلية قانون الاعتراف, وهو امر يدينه التقليد الكنسي الارثوذكسيف هو يهتم كثيرا بالشكل والتقليد والنظام اكثر من التعمق في الجوهر والكينونة
الاتجاه الثاني:
هو الهبوط بالاعتراف الي السيكولوجية والنظر الي الكاهن كمحلل نفسي واخصائي اجتماعي مثل هذا الاتجاه يركز علي النصائح الاجتماعية وعلي الراحة النفسية التي يحصل عليها المعترف عندما يجلس مع الكاهن ويناقش مشاكله معه ويفصح عن الامه واوجاعة
هذا يحدث نتيجة انتشار مبادئ علم النفس والتحليل النفسي والنظرة الي الحياة من وجهة نظر سيكولوجية واهتمام الناس بالتكيف الاجتماعي والاخلاق المهذبة اكثر من اهتمامهم بالحياة الابدية وخلاص النفس ,لقد اصبحت الغالبية تنظر الي الخلق الاجتماعي الي انه كاف لتحقيق المسيحية
اما انشغال النفس بالمجئ الثاني واهتمام القلب بالحب الالهي والسعس نحو تنقية الداخل من كل ما يعطل صفائة ونقاوتة ,فهذة امور اصبحت لا تشغل الكثيرين
لقد اراد الكثيرين من سر الاعتراف وهو سر التوبة وتقديم النفس ذبيحة امام الله في موقف يختبر الانسان الموت عن العالم وصلب الذات
لقد اراد الناس منه اشباعا للذات واراحة للضمير وتجميلا للخارج وطلبا لحسن التعامل مع الاخرين وكفي
بل وكثير من اباء الاعتراف يقعون في نفس هذا الخطا فيسرون من الذين يواظبون علي حضور الاجتماعات ويسهمون في احتياجات الكنائس ويستخدمون مناصبهم لمساعدة الفقراء
وقليل من الاباء هو الذي ينظر الي المعترف من خلال الخطية والخلاص , من خلال النعمة والحق, من خلال التوبة والنهوض والتقدم في المسير الروحي الداخلي
ما هو سر الاعتراف اذا؟؟
يجب ان يعاد وضع سر الاعتراف داخل اطار سر التوبة يلزمنا ان نعرف ان الاعتراف هو جزء من سر كنسي يتطلب من المعترف امور هامة قبل اعترافه وامرا اخري بعد اعترافه
التوبة في اللغة اليونانية تسمي (ميتانيا) وهي كلمة تعني تغيير الفكر , فالتوبة ليست مجرد مقاومة خطيئة ما ولكنها تغيير سلوك الانسان بناء علي ايمان جديد عاشه وبناء علي فهم مستقيم واصيل لعلاقته مع الله
التوبة هي تغيير الاتجاه الداخلي للانسان لانها قضية متاصلة ومتجذرة في فهمنا لله نفسه
التوبة ليست توبة الي فضائل كما يقول احد الاباء , ولكنها توبة الي الله ذاته وهي اتحاد به واقتباس لحياته فينا
التوبة هي رجوع الخاطئ الي الله ومصالحته معه
التوبة حركة ايجابية وليست نوع من السلبية او الحزن الردئ
يقول الاستاذ جرجس حبيب ان للتوبة شروطا اربعة وهي:
الشرط الاول:
انسحاق القلب والحزن الصادق علي ما عملته من اهانة موجهه لله " اخطأت الي السماء وقدامك" ومثل هذا "الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة"(2كو 10:7) وهذا الانسحاق لا يكون مجرد خوف من العقاب الالهي وانما يلزم ان يكون مصحوبا بروح البنوة الحريصة علي محبة الابوة
الشرط الثاني:
هو العزم الثابت علي اصلاح السيرة الذاتيةواتخاذ مواقف ايجابية "اقوم الان واذهب الي ابي" وفي سفر الرؤيا يقول الرب لملاك كنيسة افسس" اذكر من أين سقطت وتب واعمل الاعمال الاولي"(رؤ5:2)
الشرط الثالث:
هو الثقة الكاملة في محبة الله وقبوله اعترافنا وغفرانه لكافة خطايانا وفي هذا يقول الرسول بولس(فمن ثم يقدر ان يخلص ايضا الي التمام الذين يتقدمون به الي الله اذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم"(عب25:7)
الشرط الرابع:
هو الاعتراف الشفوي بالخطايا امام الاب الروحي , ولقد كانت اعترافات المؤمنين في الكنيسة الاولي علانية(اع18:19) وكان للكنيسة ايام الرسل احساس عائلي ورباط روحي قوي, وكان جميع الاعضاء مكرسين لله وكان احساسهم ان اي خطيئة انما هي امر غريب علي مناخهم وطريقة حياتهم
فلابد من الافصاح عنها علنا امام الله وامام الجميع
ان الخطيئة ليست موجهه فقط الي الله ولكنها ايضا موجهه الي الكنيسة لهذا فان التوبة موجهه الي الله ولابد من الاقرار العلني بها
واكتفت الكنيسة فيما بعد باعلان الخاطئ توبته اما الكاهن لما له من سلطة علي الحل والربط لانه يمثل الكنيسة
لماذا نعترف اذا؟
يعترف المؤمن بخطاياه لان الله رحوم وحنان
لقد وعد قائلا" تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم"(مت28:11)
وفي موضع اخر قال" من يقبل الي لا اخرجه خارجا"(يو37:6)
ففي الاعتراف ينال المؤمن الحل والصفح عن جميع خطاياه وزلاته وجهالاته بفعل الروح القدس الذي يستدعيه الكاهن بالسلطان الرسولي المعطي له
وفي الاعتراف يتّعرف المؤمن علي مواضع ضعفه ومكامن الخطية والاعيب الذات
ذلك لانه عندما يكشف اعماقه لابيه فان الروح القدس يرشدهما لمواضع الداء ويقدم الكاهن بارشاد الروح القدس العلاج لكل داء روحي والتداريب والواجبات الروحية التي يعطيها الكاهن ليست وسائط غفران لان الغفران بدم المسيح وحده ولكنها وسائط تدري وتربية واصلاح وتهذيب النفس والجسد معا
وفي الاعتراف يتاكد المؤمن من صدق توبته لانه كثيرا ما تكون التوبة شكلية او مجرد نزوة عاطفية
ولكن الاب الروحي يستطيع بارشاد الروح القدس ان يوضح للمعترف مدي صدق توبته ويبكته ان كانت توبته غير امينة ويؤجل له اعطاء الحل حتي يستكمل شروط التوبة السابق ذكرها
كيف اعترف؟
لابد من توبة صادقة قبل الاعتراف لابد من محاربة الاهواء والميول وان تتعمق في معرفة جذور هذة الاهواء حتي تقتلعها نعمة الله منا
لابد ان نتجاوز فكرنا السابق واتجاه حياتنا السابق لنحيا في فكر واتجاه جديد
لابد من ان نكفر بذواتنا وجهودنا البشرية الخالية من عمل النعمة حتي اذا ما تاكدنا من فساد طبيعتنا نستطيع ان نهرع الي الله طالبين منه الرحمة والمعونة والروح القدس وحده هو القادر ان يقتلع منا كل الاهواء والشهوات المنحرفة ويبدد كل ظلمة داخلية لنلبس النور ونحيا في النور ونحمل اسلحة النور
لابد من مقاومة كل عجب وكل صغر نفس
حتي اذا ما قاومنا تجربة اليمينية واليسارية من عدو الخير نستطيع ان نقدم انفسنا ذبيحة حية مقدسة مرضية في ايدي الله بهدوء
لابد من صلاة عميقة وطويلة حتي يرشد روح الله الانسان الي ما في اعماقه كي يعترف ويتوب عنها
وقبل كل شئ ان الانسان الخاطئ يصرخ والله هو الذي يتوّب ويغير ويجدد ونحتاج كثيرا الي طلب الروح الذي يعمل وينخس ويئن في النفوس العطشي الي البر
لابد من فحص دقيق للداخل قبل الاعتراف
يلزم جلسة هادئة فيها نتعرف علي انفسنا وكافة انواع الخطايا التي نقع فيها ودوافعها ونسجل هذة كلها
ويمكن للفحص ان يدور حول محورين هما
النعمة والحق:
*هل انا احيا في النعمة؟
*هل انا امارس وسائط النعمة؟
* هل انا انمو في النعمة؟
*هل انا اشهد للحق في حياتي السرية؟
*هل انا اشهد للحق في حياتي العائلية؟
*هل انا اشهد للحق في حياتي الكنسية والعالمية؟
ويمكن لهذا الفحص ان يدور حول ثلاث مراحل:
اولا:
بيني وبين الله من جهة الايمان ومن جهة الرجاء ومن جهة المحبة ومن جهة تحقيق مقاصده فيّ ومن جهة العبادة مع التركيز علي الدوافع لان الله يهمه الكيف وليس الكم
ثانيا:
بيني وبين نفسي جسديا مدي الطهارة والعفة ومدي احترام الجسد كهيكل للروح القدس ومدي استغلال وزناته ومواهبة ومدي استغلال الوقت لمجد الله وقراءة الكتب المقدسة ومدي تعرفي علي نفسي وقبولها ومدي بذل نفسي
ثالثا:
بيني وبين الناس خطايا الانانية وعدم المبالاة وانعدام المحبة والنميمة والقسوة والشهوة والميل نحو السيطرة وحسد الناس علي مواهبها وصغر النفس امام الناس
ماذا نعمل قبل الاعتراف؟
يحسن ان يرتب الشاب موعدا مع الاب الكاهن ويستحسن ان تكون هناك صلاة قبل لقاء الكاهن وتقديم الاعتراف من القلب
وماذا اثناء الاعتراف؟
+البدء بذكر الخطايا التي ذكرها يجرح الذات مع عدم تبرير المواقف وانما ادانتها حتي لا تتكرر
+عدم اخفاء اي موضوع عن اب الاعتراف لان الذي يكتم خطاياه لا ينجح
+عدم ذكر امور تفصيليةجانبية
+ عدم اخفاء خطايا واهواء وراء كلمات مجردة كان يقول الانسان اخطات بالفكر بدلا من ان يقول سقطت في شهوة الزني بالفكر رغم توبيخ روح الله وارشادة لي قبل السقوط
+عدم الخجل من اب الاعتراف لاني اعترف امام المسيح الذي يمثله الكاهن ولكن يلزم عدم وجود دالة شديدة مع الكاهن فلا يمكن ان يعترف شاب مع كاهن يضحك معه كثيرا
+ يحسن الاعتراف بالامور الايجابية ايضا وليس بالامور السلبية فقط ومن الامثلة علي الامور الايجابية المواهب المختلفة مع عدم الافتخار باي نجاح وانما تقديم الحساب علي سبيل الامانة في كل ما اعطي لك
ماذا بعد الاعتراف؟
يحسن بالشاب ان يذهب الي بيته مكملا يومه في الصلاة وتنفيذ كل الارشادات التي نالها من اب اعترافه
هناك اتجاهان غريبان عن روح الكنيسة الارثوذكسية يحكمان ممارسة سر الاعتراف عند غالبية الشباب في كنيستنا
الاتجاه الاول:
هو الاكتفاء بأخذ الحل من الكاهن مهما كانت حالة المعترف بل وكثيرا ما يكون اعطاء الحل لجماعات كثيرة دفعة واحدة دون محاولة فحص كل شخص ومدي استحقاقه لنيل هذا الحل
هذا الاتجاه يركز علي سلطة الكاهن للحل فيعتبر الاعتراف صحيحا بغض النظر عن حالة المعترف الروحية والنفسية,انه يخلع علي الكاهن نوع من السحر السري حتي انه مجرد ان يتلفظ بكلمات الحل يصبح الشخص تائبا مهما كانت حالته, هذا الاتجاه يركز علي شكلية قانون الاعتراف, وهو امر يدينه التقليد الكنسي الارثوذكسيف هو يهتم كثيرا بالشكل والتقليد والنظام اكثر من التعمق في الجوهر والكينونة
الاتجاه الثاني:
هو الهبوط بالاعتراف الي السيكولوجية والنظر الي الكاهن كمحلل نفسي واخصائي اجتماعي مثل هذا الاتجاه يركز علي النصائح الاجتماعية وعلي الراحة النفسية التي يحصل عليها المعترف عندما يجلس مع الكاهن ويناقش مشاكله معه ويفصح عن الامه واوجاعة
هذا يحدث نتيجة انتشار مبادئ علم النفس والتحليل النفسي والنظرة الي الحياة من وجهة نظر سيكولوجية واهتمام الناس بالتكيف الاجتماعي والاخلاق المهذبة اكثر من اهتمامهم بالحياة الابدية وخلاص النفس ,لقد اصبحت الغالبية تنظر الي الخلق الاجتماعي الي انه كاف لتحقيق المسيحية
اما انشغال النفس بالمجئ الثاني واهتمام القلب بالحب الالهي والسعس نحو تنقية الداخل من كل ما يعطل صفائة ونقاوتة ,فهذة امور اصبحت لا تشغل الكثيرين
لقد اراد الكثيرين من سر الاعتراف وهو سر التوبة وتقديم النفس ذبيحة امام الله في موقف يختبر الانسان الموت عن العالم وصلب الذات
لقد اراد الناس منه اشباعا للذات واراحة للضمير وتجميلا للخارج وطلبا لحسن التعامل مع الاخرين وكفي
بل وكثير من اباء الاعتراف يقعون في نفس هذا الخطا فيسرون من الذين يواظبون علي حضور الاجتماعات ويسهمون في احتياجات الكنائس ويستخدمون مناصبهم لمساعدة الفقراء
وقليل من الاباء هو الذي ينظر الي المعترف من خلال الخطية والخلاص , من خلال النعمة والحق, من خلال التوبة والنهوض والتقدم في المسير الروحي الداخلي
ما هو سر الاعتراف اذا؟؟
يجب ان يعاد وضع سر الاعتراف داخل اطار سر التوبة يلزمنا ان نعرف ان الاعتراف هو جزء من سر كنسي يتطلب من المعترف امور هامة قبل اعترافه وامرا اخري بعد اعترافه
التوبة في اللغة اليونانية تسمي (ميتانيا) وهي كلمة تعني تغيير الفكر , فالتوبة ليست مجرد مقاومة خطيئة ما ولكنها تغيير سلوك الانسان بناء علي ايمان جديد عاشه وبناء علي فهم مستقيم واصيل لعلاقته مع الله
التوبة هي تغيير الاتجاه الداخلي للانسان لانها قضية متاصلة ومتجذرة في فهمنا لله نفسه
التوبة ليست توبة الي فضائل كما يقول احد الاباء , ولكنها توبة الي الله ذاته وهي اتحاد به واقتباس لحياته فينا
التوبة هي رجوع الخاطئ الي الله ومصالحته معه
التوبة حركة ايجابية وليست نوع من السلبية او الحزن الردئ
يقول الاستاذ جرجس حبيب ان للتوبة شروطا اربعة وهي:
الشرط الاول:
انسحاق القلب والحزن الصادق علي ما عملته من اهانة موجهه لله " اخطأت الي السماء وقدامك" ومثل هذا "الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة"(2كو 10:7) وهذا الانسحاق لا يكون مجرد خوف من العقاب الالهي وانما يلزم ان يكون مصحوبا بروح البنوة الحريصة علي محبة الابوة
الشرط الثاني:
هو العزم الثابت علي اصلاح السيرة الذاتيةواتخاذ مواقف ايجابية "اقوم الان واذهب الي ابي" وفي سفر الرؤيا يقول الرب لملاك كنيسة افسس" اذكر من أين سقطت وتب واعمل الاعمال الاولي"(رؤ5:2)
الشرط الثالث:
هو الثقة الكاملة في محبة الله وقبوله اعترافنا وغفرانه لكافة خطايانا وفي هذا يقول الرسول بولس(فمن ثم يقدر ان يخلص ايضا الي التمام الذين يتقدمون به الي الله اذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم"(عب25:7)
الشرط الرابع:
هو الاعتراف الشفوي بالخطايا امام الاب الروحي , ولقد كانت اعترافات المؤمنين في الكنيسة الاولي علانية(اع18:19) وكان للكنيسة ايام الرسل احساس عائلي ورباط روحي قوي, وكان جميع الاعضاء مكرسين لله وكان احساسهم ان اي خطيئة انما هي امر غريب علي مناخهم وطريقة حياتهم
فلابد من الافصاح عنها علنا امام الله وامام الجميع
ان الخطيئة ليست موجهه فقط الي الله ولكنها ايضا موجهه الي الكنيسة لهذا فان التوبة موجهه الي الله ولابد من الاقرار العلني بها
واكتفت الكنيسة فيما بعد باعلان الخاطئ توبته اما الكاهن لما له من سلطة علي الحل والربط لانه يمثل الكنيسة
لماذا نعترف اذا؟
يعترف المؤمن بخطاياه لان الله رحوم وحنان
لقد وعد قائلا" تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم"(مت28:11)
وفي موضع اخر قال" من يقبل الي لا اخرجه خارجا"(يو37:6)
ففي الاعتراف ينال المؤمن الحل والصفح عن جميع خطاياه وزلاته وجهالاته بفعل الروح القدس الذي يستدعيه الكاهن بالسلطان الرسولي المعطي له
وفي الاعتراف يتّعرف المؤمن علي مواضع ضعفه ومكامن الخطية والاعيب الذات
ذلك لانه عندما يكشف اعماقه لابيه فان الروح القدس يرشدهما لمواضع الداء ويقدم الكاهن بارشاد الروح القدس العلاج لكل داء روحي والتداريب والواجبات الروحية التي يعطيها الكاهن ليست وسائط غفران لان الغفران بدم المسيح وحده ولكنها وسائط تدري وتربية واصلاح وتهذيب النفس والجسد معا
وفي الاعتراف يتاكد المؤمن من صدق توبته لانه كثيرا ما تكون التوبة شكلية او مجرد نزوة عاطفية
ولكن الاب الروحي يستطيع بارشاد الروح القدس ان يوضح للمعترف مدي صدق توبته ويبكته ان كانت توبته غير امينة ويؤجل له اعطاء الحل حتي يستكمل شروط التوبة السابق ذكرها
كيف اعترف؟
لابد من توبة صادقة قبل الاعتراف لابد من محاربة الاهواء والميول وان تتعمق في معرفة جذور هذة الاهواء حتي تقتلعها نعمة الله منا
لابد ان نتجاوز فكرنا السابق واتجاه حياتنا السابق لنحيا في فكر واتجاه جديد
لابد من ان نكفر بذواتنا وجهودنا البشرية الخالية من عمل النعمة حتي اذا ما تاكدنا من فساد طبيعتنا نستطيع ان نهرع الي الله طالبين منه الرحمة والمعونة والروح القدس وحده هو القادر ان يقتلع منا كل الاهواء والشهوات المنحرفة ويبدد كل ظلمة داخلية لنلبس النور ونحيا في النور ونحمل اسلحة النور
لابد من مقاومة كل عجب وكل صغر نفس
حتي اذا ما قاومنا تجربة اليمينية واليسارية من عدو الخير نستطيع ان نقدم انفسنا ذبيحة حية مقدسة مرضية في ايدي الله بهدوء
لابد من صلاة عميقة وطويلة حتي يرشد روح الله الانسان الي ما في اعماقه كي يعترف ويتوب عنها
وقبل كل شئ ان الانسان الخاطئ يصرخ والله هو الذي يتوّب ويغير ويجدد ونحتاج كثيرا الي طلب الروح الذي يعمل وينخس ويئن في النفوس العطشي الي البر
لابد من فحص دقيق للداخل قبل الاعتراف
يلزم جلسة هادئة فيها نتعرف علي انفسنا وكافة انواع الخطايا التي نقع فيها ودوافعها ونسجل هذة كلها
ويمكن للفحص ان يدور حول محورين هما
النعمة والحق:
*هل انا احيا في النعمة؟
*هل انا امارس وسائط النعمة؟
* هل انا انمو في النعمة؟
*هل انا اشهد للحق في حياتي السرية؟
*هل انا اشهد للحق في حياتي العائلية؟
*هل انا اشهد للحق في حياتي الكنسية والعالمية؟
ويمكن لهذا الفحص ان يدور حول ثلاث مراحل:
اولا:
بيني وبين الله من جهة الايمان ومن جهة الرجاء ومن جهة المحبة ومن جهة تحقيق مقاصده فيّ ومن جهة العبادة مع التركيز علي الدوافع لان الله يهمه الكيف وليس الكم
ثانيا:
بيني وبين نفسي جسديا مدي الطهارة والعفة ومدي احترام الجسد كهيكل للروح القدس ومدي استغلال وزناته ومواهبة ومدي استغلال الوقت لمجد الله وقراءة الكتب المقدسة ومدي تعرفي علي نفسي وقبولها ومدي بذل نفسي
ثالثا:
بيني وبين الناس خطايا الانانية وعدم المبالاة وانعدام المحبة والنميمة والقسوة والشهوة والميل نحو السيطرة وحسد الناس علي مواهبها وصغر النفس امام الناس
ماذا نعمل قبل الاعتراف؟
يحسن ان يرتب الشاب موعدا مع الاب الكاهن ويستحسن ان تكون هناك صلاة قبل لقاء الكاهن وتقديم الاعتراف من القلب
وماذا اثناء الاعتراف؟
+البدء بذكر الخطايا التي ذكرها يجرح الذات مع عدم تبرير المواقف وانما ادانتها حتي لا تتكرر
+عدم اخفاء اي موضوع عن اب الاعتراف لان الذي يكتم خطاياه لا ينجح
+عدم ذكر امور تفصيليةجانبية
+ عدم اخفاء خطايا واهواء وراء كلمات مجردة كان يقول الانسان اخطات بالفكر بدلا من ان يقول سقطت في شهوة الزني بالفكر رغم توبيخ روح الله وارشادة لي قبل السقوط
+عدم الخجل من اب الاعتراف لاني اعترف امام المسيح الذي يمثله الكاهن ولكن يلزم عدم وجود دالة شديدة مع الكاهن فلا يمكن ان يعترف شاب مع كاهن يضحك معه كثيرا
+ يحسن الاعتراف بالامور الايجابية ايضا وليس بالامور السلبية فقط ومن الامثلة علي الامور الايجابية المواهب المختلفة مع عدم الافتخار باي نجاح وانما تقديم الحساب علي سبيل الامانة في كل ما اعطي لك
ماذا بعد الاعتراف؟
يحسن بالشاب ان يذهب الي بيته مكملا يومه في الصلاة وتنفيذ كل الارشادات التي نالها من اب اعترافه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى