لوقا 11 - تفسير إنجيل الجزء الاول
صفحة 1 من اصل 1
لوقا 11 - تفسير إنجيل الجزء الاول
لوقا 11 - تفسير إنجيل لوقا
الآيات (1-4): في كتاب إنجيل متى (مت9:6-15)
لو 1:11-4)
وإذ كان يصلي في موضع لما فرغ قال واحد من تلاميذه يا رب علمنا أن نصلي كما علم يوحنا أيضا تلاميذه. فقال لهم متى صليتم فقولوا أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض. خبزنا كفافنا اعطنا كل يوم. واغفر لنا خطايانا لأننا نحن أيضا نغفر لكل من يذنب إلينا ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير
هنا يعلم السيد تلاميذه صلاة محفوظة فلماذا تنكر علينا بعض الطوائف أن نصلى المزامير والأجبية كصلوات محفوظة والكنيسة المقدسة تفتخر بهذه الصلاة الربانية فهى نموذج من وضع السيد نفسه، نبدأ به كل صلواتنا وننهيها بها، فهى نموذج حى نتفهم خلاله علاقتنا بالله ودالتنا لديه، نرددها لنحيا بالروح الذى يريده الرب نفسه. ونبدأها بإجعلنا مستحقين أن نصلى لأننا نقول أبانا. ومن إنجيل معلمنا لوقا نفهم أن التلاميذ سألوا السيد المسيح أن يعلمهم الصلاة لما رأوه يصلى، فهو بصلاته أمامهم تذوقوا معنى جديد وصورة جديدة للصلاة لم يعرفوها من قبل. فالمسيح يعلم ليس بالإلزام ولكن بالإقناع الداخلى وفتح الوعى الداخلى، صلاة المسيح وحرارتها كانت ليس كما كان الفريسيين يصلون، بل تركت أثراً عميقاً فى نفوس التلاميذ فإشتهوا أن يصلوا مثله وبنفس الروح.
والمسيح كان يصلى كنائب عن البشرية وكرأس للكنيسة، يصلى لحسابنا، حملنا بصلاته إلى حضن أبيه.
أبانا الذى فى السموات = المسيح جعلنا فيه أبناء الله، إذ وحدنا فى شخصه كإبن لله. ونقول أبانا بالجمع، فلسنا وحدنا فى وقوفنا أمام الله، لأن المسيح جمعنا كأعضاء جسده ووحدنا فى نفسه. وكون أبانا هو فى السموات،إذاً لنفهم أننا أصبحنا سماويين، وغرباء فى هذه الأرض بل هو ساكن فى قلوبنا فأصبحت قلوبنا سماء، هو فى السموات وعلى الأرض وفى كل مكان، ولكن السيد يريد أن يرفع عيوننا إلى السموات حيث أعد هو لنا مكاناً سنذهب إليه " أنا ذاهب لأعد لكم مكاناً يو 2:14،3 "وقولنا أبانا تحمل معنى أنه حتى لو صلينا بمفردنا فى مخدعنا فإننا نصلى ونقدم صلواتنا بإسم الجماعة كلها، فأنا عضو فى جسد المسيح أهتم بكل عضو آخر فى هذا الجسد، فهو مكمل لى. وبنفس المفهوم نكمل خبزنا كفافنا وليس خبزى، نحن نصلى لأجل شعب المسيح كله لأننا جميعاً واحد.
فى بداية الصلاة نصلى بقولنا أبانا فندرك مركزنا الجديد بالنسبة لله والذى حصلنا علية بالمعمودية. بل أن الروح القدس فى داخلنا يشهد لأرواحنا أننا صرنا أولاداً وأبناء لله فنصرخ يا آبا الأب (رو 16:8+غل6:4) ليتقدس إسمك = الإسم فى الكتاب المقدس يعبر عن حقيقة الجوهر وهدفنا هو مجد الله، نقدس إسمه فى قلوبنا ونتمنى أن يكون هو ممجداً فى قلوب كل الناس يتقدس فينا ويرانا الناس فيقدسوا إسمه. ويكون هنا بسلوكنا فى كمال مسيحى، نسلك بما فيه تقديس إسمك، يرانا الآخرون ويروا أعمالنا فيمجدوا أبانا الذى فى السموات (مت16:5). صارت شهوة قلوب أبناء الله أن يصرخ الجميع كما يفعل الملائكة قائلين قدوس قدوس قدوس.
طبعاً قولنا ليتقدس إسمك لا يعنى أننا نطلب أن يرتقى الله فى القداسة أو يزداد فيها بصلاتنا، فهو كامل من كل وجه، بل نشتاق أننا نَكْمُلْ ويقدسنا الله ويكون ذلك سبباً أن كل الناس يمجدون الله.
ليأت ملكوتك= الله يملك الآن على الملائكة وعلى قلوب أولاده المؤمنين به، ولكن مازال هناك شياطين يقاومون ملكوت الله، وأشرار على الأرض غير خاضعين لناموس الله، والله يترك الجميع، ولكن فى حدود يسمح بها، (1كو 28:15) (المسيح هنا كرأس للكنيسة يقدم الخضوع لله الآب)
فالمؤمن الحقيقى يشتهى أن يأتى هذا اليوم الذى يخضع فيه الكل لله، هو الشوق لمجئ السيد المسيح الثانى فى مجده ليسود الرب على كل الخليقة ويصير الله الكل فى الكل، وتبطل مقاومة كل الأعداء.
والمؤمن الحقيقى يشتهى أن يمتد وينمو ملكوت الله الآن على الأرض ويزداد المؤمنين بالمسيح عدداً، ويزداد التائبين من المؤمنين.
والمؤمن الحقيقى يشتهى أن يملك عليه المسيح تماماً فلا يعود هناك مكان فى قلبه لمشاغبات الجسد ولا لأى محبة للعالم والزمنيات، بل يطيع الله طاعة كاملة ومن له هذه الشهوات المقدسة، أن يأتى الله فى ملكوته سيكون له معه نصيب فى ملكوته. من له شهوة أن لا يكون للشيطان ولا للخطية أى نصيب فى قلبه، بل يكون قلبه كله لله، ومن يجاهد لأجل هذا سيكون له نصيب فى ملكوت المسيح حين يجئ. بهذه الطلبة نشتاق لإضمحلال مملكة الشيطان وأن يخضع الجميع وأولهم أنا للملك الحقيقى. وبها نتذكر أن نصيبنا هو فى السموات فننصرف عن الإهتمام بالأرضيات.
لتكن مشيئتك = مشيئة الله هى الخير المطلق، فهو صانع خيرات، لا يعرف أن يعمل ما فيه ضرر لأحد. ومشيئة الله قد تتعارض مع مشيئتى لأننى محدود فى كل شىء. فبولس صلى ثلاثة مرات ليشفى وكانت مشيئة الله عكس مشيئة بولس، ورفض الله شفاءه، وكان هذا لخلاص نفسه لئلا يرتفع من فرط الإستعلانات (2كو 7:12-9) وبهذا الإرتفاع يتكبر وينتفخ فيسقط ويهلك. فمشيئة الله ليست فى شفاء الجسد والغنى المادى والمراكز العالية، فهذه كلها قد تُضَيِّع صاحبها، ولكن مشيئة الله هى خلاص النفوس (اتى 4:2) فالله قد يسمح ببعض التجارب والألام لخلاص النفس وبهذا تكون كل الأمور تعمل معاً للخير (رو 28:. ما نظنه خيراً بحسب فكرنا البشرى وما نظنه شراً ( كالمرض والفشل ) بحسب فكرنا البشرى، كل هذا بسماح من الله وللخير، أى لخلاص نفوسنا (1كو 22:3).
إذاً لنصلى بثقة لتكن مشئيتك يارب وليس مشيئتى، فأنا لا أعرف ما هو الخير لنفسى، والروح القدس عمله فى الصلاة أن يجعلنا نقبل مشيئة الله (رو 26:.
كما فى السماء كذلك على الأرض= هى شهوة قلب المؤمن أن يرى الكل، من على الأرض، يعملون وفق إرادة الله ومرضاته كما تفعل الملائكة فى السماء، وأن يتمم الله مشيئته فى كل من على الأرض كما يفعل فى السماء. فإرادة البشر قد تعطل إرادة الله من ناحية خلاص نفوسهم، فالله كما قلنا يريد أن الجميع يخلصون، ولكن إن قاومت إرادة الله، فالله لن يقدر أن يخلصنى ( مت 37:23-39).
هذه الطلبة تعنى إجعلنا يارب قادرين أن نتبع الحياة السماوية فنريد ما تريده أنت. وإذا كانت السماء تشير للمؤمنين فى الكنيسة، فشهوة قلب المؤمن أن يصير غير المؤمنين (الأرض) مؤمنين أى سماء. يقول المرنم أن الله طأطأ السموات ونزل (مز 9:18) أى جعل للأرض إمكانية أن تحيا فى السماويات (أف 6:2) فهل نُفرح قلب الله ونحيا فى السماويات، وبهذا نحقق ما أراده. والسماء من الفعل سما أى هى ارتفاع عن الشهوات الأرضية، وهذا ما طلبه الرسول (كو 1:3) إن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا من فوق....
خبزنا كفافنا أعطنا اليوم= يقول الدارسين للغة اليونانية أن كلمة كفافنا المستخدمة هنا تعنى خبزنا الذى يكفينا لليوم وتعنى أيضاً خبزنا الذى للغد، الخبز الجوهرى الأساسى. فالله هو المسئول أن يقوتنا بالخبز الجسدى والملبس وإحتياجات الحياة، وهو المسئول أيضاً عن الإحتياجات الروحية والغذاء الروحى. والله يغذى أرواحنا بكلمته فى الكتاب المقدس وبالأسرار الكنسية ومنها التناول الذى يفتح أعيننا فنعرف الله كما فُتِحت أعين تلميذى عمواس بعد كسر الخبز. والله هو الذى سيعطينا الشبع بمعرفته فى الحياة الأبدية (يو 3:17). هذا نطلبه الآن أن نعرف الله فتحيا نفوسنا ونحيا منتصرين على ألام هذه الحياة، فمعرفة الله تعطى عزاء وحياة. وإذا فهمنا الكلمة بمعنى كفافنا، نفهم أننا نطلب الله ليعطينا ما نحتاجه فقط وليس عطايا التدليل التى تفسد. وإذا فهمنا الكلمة بمعنى الذى للغد فنحن نعنى بها الحياة الأبدية. وكلا المعنيين صحيح وضرورى.قوله كفافنا تعطينا أن لا ننشغل بالغد.
تأمل :- المسيح خبزا الحياة (يو 35:6) ونحن نحتاجه كخبز سماوى يومى، بدونه تصير النفس فى عوز.
وإغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبيين إلينا= هذا إعتراف بأننا خطاة ونقدم توبة ونحن محتاجين لمغفرة مستمرة فنحن مازلنا فى الجسد. من يتصور أنه بلا خطية يضل نفسه ويكون متكبراً ( ايو 8:1). نحن فى إحتياج أن نصرخ لله دائماً مع العشار " اللهم إرحمنى أنا الخاطىء (لو 13:18 ). فلنذكر دائماً أننا خطاة ونطلب الرحمة والغفران ونرى أن هناك شرطاً لكى يغفر لنا الله وهو أن نغفر للآخرين. ولنعلم أن طبيعتنا الفاسدة ودس الشيطان يمنعوننا من أن نغفر، ولكن ذلك يؤدى لفقدان سلامنا على الأرض وأبديتنا فى السماء. ولنلاحظ أن من يخطىء فى حقى فخطيته صغيرة لأننى صغير، ولكنى حين أخطأت إلى الله فخطيتى كبيرة جداً بل غير محدودة لأن الله غير محدود، فإن لم أغفر الخطايا الصغيرة كيف يغفر الله لى الخطايا الكبيرة. ونلاحظ فى هذه الطلبة أننا نقدم إعتراف مستمر بخطايانا ولا نلتمس الأعذار وفيها أيضاً إلتزام بأن نغفر للآخرين.
لا تدخلنا فى تجربة لكن نجنا من الشرير= نحن نثق فى أن الله قادر أن يحفظنا من تجارب إبليس الشريرة، ولكننا لا نندفع بتهور نحو التجربة، بل فى تواضع نطلب أن لا يدخلنا الشيطان فى تجربة، نطلب من الله أن يُبعد عنا تجارب إبليس. فالله لا يريد النفس المتشامخة التى لا تحتاط من التجربة بل يريد النفس المتضعة. وبصراخنا لله يهرب الشيطان، فصراخنا هو سر نجاتنا أماّ لو إتكلنا على أنفسنا فهذا هو الكبرياء. وبداية سقوط بطرس فى الإنكار كان كبرياءهُ إذ قال لا أنكرك، والمسيح سمح بسقوطه فى الإنكار حتى يتضع. والشرير هو الشيطان ونحن نطلب أن ننجو من سهامه الملتهبة ونجنا من الشرير = أى نجنا من خداعاته وإسندنا ضد حيله. ولنلاحظ أن قولنا لا تدخلنا فى تجربة لا تعنى أننا لن ندخل أبداً فى تجربة، أى لن نجرب، وإلاّ لما أضاف الرب" لكن نجنا من الشرير" فالشرير لابد سوف يجربنا، ونحن نصرخ بإتضاع يا رب أنا لست كفؤاً لتجارب إبليس فإن سمحت بتجربة فنجنى منها حتى لا أهلك، وستكون هناك تجارب طالما نحن فى الجسد.ولكننا نعلم أنه إذا سمح الله بتجربة فهى حتى ننمو روحياً، هو يسندنا خلالها، ونخرج وقد اكتسبنا شيئاً لذلك نصرخ له. وأضاف الأباء بعد هذا "بالمسيح يسوع ربنا" وهى مستنتجة من قول المسيح مهما سألتم بإسمى فذلك أفعله ( يو 13:14+ يو 23:16) لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد = بعد أن نطلب أن ينجينا الله من الشيطان الشرير. نقول هذه التسبحة فتعطينا راحة وثقة أننا فى يد الله محفوظين فلا نخاف من إبليس وتجاربه.الملك= هو يملك على الإنسان وعلى الشيطان وعلى كل الخليقة. والقوة= هو أقوى بما لا يقاس من عدونا الذى يجربنا. والمجد = هو مستحق أن نمجده.
أمين= كلمة عبرية تعنى ليكن هذا وباليونانية أمين تعنى حقاً.في آية (1): إذ كان يصلي= المسيح كإنسان كامل كان يحتاج للصلاة. وكنائب عن البشرية يرفع صلاة عنا. وليقدم لنا نموذجاً. والتلاميذ حينما رأوه يصلي بحرارة إشتهوا أن يصلوا مثله، فسألوه أن يعلمهم الصلاة.
الآيات (1-4): في كتاب إنجيل متى (مت9:6-15)
لو 1:11-4)
وإذ كان يصلي في موضع لما فرغ قال واحد من تلاميذه يا رب علمنا أن نصلي كما علم يوحنا أيضا تلاميذه. فقال لهم متى صليتم فقولوا أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض. خبزنا كفافنا اعطنا كل يوم. واغفر لنا خطايانا لأننا نحن أيضا نغفر لكل من يذنب إلينا ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير
هنا يعلم السيد تلاميذه صلاة محفوظة فلماذا تنكر علينا بعض الطوائف أن نصلى المزامير والأجبية كصلوات محفوظة والكنيسة المقدسة تفتخر بهذه الصلاة الربانية فهى نموذج من وضع السيد نفسه، نبدأ به كل صلواتنا وننهيها بها، فهى نموذج حى نتفهم خلاله علاقتنا بالله ودالتنا لديه، نرددها لنحيا بالروح الذى يريده الرب نفسه. ونبدأها بإجعلنا مستحقين أن نصلى لأننا نقول أبانا. ومن إنجيل معلمنا لوقا نفهم أن التلاميذ سألوا السيد المسيح أن يعلمهم الصلاة لما رأوه يصلى، فهو بصلاته أمامهم تذوقوا معنى جديد وصورة جديدة للصلاة لم يعرفوها من قبل. فالمسيح يعلم ليس بالإلزام ولكن بالإقناع الداخلى وفتح الوعى الداخلى، صلاة المسيح وحرارتها كانت ليس كما كان الفريسيين يصلون، بل تركت أثراً عميقاً فى نفوس التلاميذ فإشتهوا أن يصلوا مثله وبنفس الروح.
والمسيح كان يصلى كنائب عن البشرية وكرأس للكنيسة، يصلى لحسابنا، حملنا بصلاته إلى حضن أبيه.
أبانا الذى فى السموات = المسيح جعلنا فيه أبناء الله، إذ وحدنا فى شخصه كإبن لله. ونقول أبانا بالجمع، فلسنا وحدنا فى وقوفنا أمام الله، لأن المسيح جمعنا كأعضاء جسده ووحدنا فى نفسه. وكون أبانا هو فى السموات،إذاً لنفهم أننا أصبحنا سماويين، وغرباء فى هذه الأرض بل هو ساكن فى قلوبنا فأصبحت قلوبنا سماء، هو فى السموات وعلى الأرض وفى كل مكان، ولكن السيد يريد أن يرفع عيوننا إلى السموات حيث أعد هو لنا مكاناً سنذهب إليه " أنا ذاهب لأعد لكم مكاناً يو 2:14،3 "وقولنا أبانا تحمل معنى أنه حتى لو صلينا بمفردنا فى مخدعنا فإننا نصلى ونقدم صلواتنا بإسم الجماعة كلها، فأنا عضو فى جسد المسيح أهتم بكل عضو آخر فى هذا الجسد، فهو مكمل لى. وبنفس المفهوم نكمل خبزنا كفافنا وليس خبزى، نحن نصلى لأجل شعب المسيح كله لأننا جميعاً واحد.
فى بداية الصلاة نصلى بقولنا أبانا فندرك مركزنا الجديد بالنسبة لله والذى حصلنا علية بالمعمودية. بل أن الروح القدس فى داخلنا يشهد لأرواحنا أننا صرنا أولاداً وأبناء لله فنصرخ يا آبا الأب (رو 16:8+غل6:4) ليتقدس إسمك = الإسم فى الكتاب المقدس يعبر عن حقيقة الجوهر وهدفنا هو مجد الله، نقدس إسمه فى قلوبنا ونتمنى أن يكون هو ممجداً فى قلوب كل الناس يتقدس فينا ويرانا الناس فيقدسوا إسمه. ويكون هنا بسلوكنا فى كمال مسيحى، نسلك بما فيه تقديس إسمك، يرانا الآخرون ويروا أعمالنا فيمجدوا أبانا الذى فى السموات (مت16:5). صارت شهوة قلوب أبناء الله أن يصرخ الجميع كما يفعل الملائكة قائلين قدوس قدوس قدوس.
طبعاً قولنا ليتقدس إسمك لا يعنى أننا نطلب أن يرتقى الله فى القداسة أو يزداد فيها بصلاتنا، فهو كامل من كل وجه، بل نشتاق أننا نَكْمُلْ ويقدسنا الله ويكون ذلك سبباً أن كل الناس يمجدون الله.
ليأت ملكوتك= الله يملك الآن على الملائكة وعلى قلوب أولاده المؤمنين به، ولكن مازال هناك شياطين يقاومون ملكوت الله، وأشرار على الأرض غير خاضعين لناموس الله، والله يترك الجميع، ولكن فى حدود يسمح بها، (1كو 28:15) (المسيح هنا كرأس للكنيسة يقدم الخضوع لله الآب)
فالمؤمن الحقيقى يشتهى أن يأتى هذا اليوم الذى يخضع فيه الكل لله، هو الشوق لمجئ السيد المسيح الثانى فى مجده ليسود الرب على كل الخليقة ويصير الله الكل فى الكل، وتبطل مقاومة كل الأعداء.
والمؤمن الحقيقى يشتهى أن يمتد وينمو ملكوت الله الآن على الأرض ويزداد المؤمنين بالمسيح عدداً، ويزداد التائبين من المؤمنين.
والمؤمن الحقيقى يشتهى أن يملك عليه المسيح تماماً فلا يعود هناك مكان فى قلبه لمشاغبات الجسد ولا لأى محبة للعالم والزمنيات، بل يطيع الله طاعة كاملة ومن له هذه الشهوات المقدسة، أن يأتى الله فى ملكوته سيكون له معه نصيب فى ملكوته. من له شهوة أن لا يكون للشيطان ولا للخطية أى نصيب فى قلبه، بل يكون قلبه كله لله، ومن يجاهد لأجل هذا سيكون له نصيب فى ملكوت المسيح حين يجئ. بهذه الطلبة نشتاق لإضمحلال مملكة الشيطان وأن يخضع الجميع وأولهم أنا للملك الحقيقى. وبها نتذكر أن نصيبنا هو فى السموات فننصرف عن الإهتمام بالأرضيات.
لتكن مشيئتك = مشيئة الله هى الخير المطلق، فهو صانع خيرات، لا يعرف أن يعمل ما فيه ضرر لأحد. ومشيئة الله قد تتعارض مع مشيئتى لأننى محدود فى كل شىء. فبولس صلى ثلاثة مرات ليشفى وكانت مشيئة الله عكس مشيئة بولس، ورفض الله شفاءه، وكان هذا لخلاص نفسه لئلا يرتفع من فرط الإستعلانات (2كو 7:12-9) وبهذا الإرتفاع يتكبر وينتفخ فيسقط ويهلك. فمشيئة الله ليست فى شفاء الجسد والغنى المادى والمراكز العالية، فهذه كلها قد تُضَيِّع صاحبها، ولكن مشيئة الله هى خلاص النفوس (اتى 4:2) فالله قد يسمح ببعض التجارب والألام لخلاص النفس وبهذا تكون كل الأمور تعمل معاً للخير (رو 28:. ما نظنه خيراً بحسب فكرنا البشرى وما نظنه شراً ( كالمرض والفشل ) بحسب فكرنا البشرى، كل هذا بسماح من الله وللخير، أى لخلاص نفوسنا (1كو 22:3).
إذاً لنصلى بثقة لتكن مشئيتك يارب وليس مشيئتى، فأنا لا أعرف ما هو الخير لنفسى، والروح القدس عمله فى الصلاة أن يجعلنا نقبل مشيئة الله (رو 26:.
كما فى السماء كذلك على الأرض= هى شهوة قلب المؤمن أن يرى الكل، من على الأرض، يعملون وفق إرادة الله ومرضاته كما تفعل الملائكة فى السماء، وأن يتمم الله مشيئته فى كل من على الأرض كما يفعل فى السماء. فإرادة البشر قد تعطل إرادة الله من ناحية خلاص نفوسهم، فالله كما قلنا يريد أن الجميع يخلصون، ولكن إن قاومت إرادة الله، فالله لن يقدر أن يخلصنى ( مت 37:23-39).
هذه الطلبة تعنى إجعلنا يارب قادرين أن نتبع الحياة السماوية فنريد ما تريده أنت. وإذا كانت السماء تشير للمؤمنين فى الكنيسة، فشهوة قلب المؤمن أن يصير غير المؤمنين (الأرض) مؤمنين أى سماء. يقول المرنم أن الله طأطأ السموات ونزل (مز 9:18) أى جعل للأرض إمكانية أن تحيا فى السماويات (أف 6:2) فهل نُفرح قلب الله ونحيا فى السماويات، وبهذا نحقق ما أراده. والسماء من الفعل سما أى هى ارتفاع عن الشهوات الأرضية، وهذا ما طلبه الرسول (كو 1:3) إن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا من فوق....
خبزنا كفافنا أعطنا اليوم= يقول الدارسين للغة اليونانية أن كلمة كفافنا المستخدمة هنا تعنى خبزنا الذى يكفينا لليوم وتعنى أيضاً خبزنا الذى للغد، الخبز الجوهرى الأساسى. فالله هو المسئول أن يقوتنا بالخبز الجسدى والملبس وإحتياجات الحياة، وهو المسئول أيضاً عن الإحتياجات الروحية والغذاء الروحى. والله يغذى أرواحنا بكلمته فى الكتاب المقدس وبالأسرار الكنسية ومنها التناول الذى يفتح أعيننا فنعرف الله كما فُتِحت أعين تلميذى عمواس بعد كسر الخبز. والله هو الذى سيعطينا الشبع بمعرفته فى الحياة الأبدية (يو 3:17). هذا نطلبه الآن أن نعرف الله فتحيا نفوسنا ونحيا منتصرين على ألام هذه الحياة، فمعرفة الله تعطى عزاء وحياة. وإذا فهمنا الكلمة بمعنى كفافنا، نفهم أننا نطلب الله ليعطينا ما نحتاجه فقط وليس عطايا التدليل التى تفسد. وإذا فهمنا الكلمة بمعنى الذى للغد فنحن نعنى بها الحياة الأبدية. وكلا المعنيين صحيح وضرورى.قوله كفافنا تعطينا أن لا ننشغل بالغد.
تأمل :- المسيح خبزا الحياة (يو 35:6) ونحن نحتاجه كخبز سماوى يومى، بدونه تصير النفس فى عوز.
وإغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبيين إلينا= هذا إعتراف بأننا خطاة ونقدم توبة ونحن محتاجين لمغفرة مستمرة فنحن مازلنا فى الجسد. من يتصور أنه بلا خطية يضل نفسه ويكون متكبراً ( ايو 8:1). نحن فى إحتياج أن نصرخ لله دائماً مع العشار " اللهم إرحمنى أنا الخاطىء (لو 13:18 ). فلنذكر دائماً أننا خطاة ونطلب الرحمة والغفران ونرى أن هناك شرطاً لكى يغفر لنا الله وهو أن نغفر للآخرين. ولنعلم أن طبيعتنا الفاسدة ودس الشيطان يمنعوننا من أن نغفر، ولكن ذلك يؤدى لفقدان سلامنا على الأرض وأبديتنا فى السماء. ولنلاحظ أن من يخطىء فى حقى فخطيته صغيرة لأننى صغير، ولكنى حين أخطأت إلى الله فخطيتى كبيرة جداً بل غير محدودة لأن الله غير محدود، فإن لم أغفر الخطايا الصغيرة كيف يغفر الله لى الخطايا الكبيرة. ونلاحظ فى هذه الطلبة أننا نقدم إعتراف مستمر بخطايانا ولا نلتمس الأعذار وفيها أيضاً إلتزام بأن نغفر للآخرين.
لا تدخلنا فى تجربة لكن نجنا من الشرير= نحن نثق فى أن الله قادر أن يحفظنا من تجارب إبليس الشريرة، ولكننا لا نندفع بتهور نحو التجربة، بل فى تواضع نطلب أن لا يدخلنا الشيطان فى تجربة، نطلب من الله أن يُبعد عنا تجارب إبليس. فالله لا يريد النفس المتشامخة التى لا تحتاط من التجربة بل يريد النفس المتضعة. وبصراخنا لله يهرب الشيطان، فصراخنا هو سر نجاتنا أماّ لو إتكلنا على أنفسنا فهذا هو الكبرياء. وبداية سقوط بطرس فى الإنكار كان كبرياءهُ إذ قال لا أنكرك، والمسيح سمح بسقوطه فى الإنكار حتى يتضع. والشرير هو الشيطان ونحن نطلب أن ننجو من سهامه الملتهبة ونجنا من الشرير = أى نجنا من خداعاته وإسندنا ضد حيله. ولنلاحظ أن قولنا لا تدخلنا فى تجربة لا تعنى أننا لن ندخل أبداً فى تجربة، أى لن نجرب، وإلاّ لما أضاف الرب" لكن نجنا من الشرير" فالشرير لابد سوف يجربنا، ونحن نصرخ بإتضاع يا رب أنا لست كفؤاً لتجارب إبليس فإن سمحت بتجربة فنجنى منها حتى لا أهلك، وستكون هناك تجارب طالما نحن فى الجسد.ولكننا نعلم أنه إذا سمح الله بتجربة فهى حتى ننمو روحياً، هو يسندنا خلالها، ونخرج وقد اكتسبنا شيئاً لذلك نصرخ له. وأضاف الأباء بعد هذا "بالمسيح يسوع ربنا" وهى مستنتجة من قول المسيح مهما سألتم بإسمى فذلك أفعله ( يو 13:14+ يو 23:16) لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد = بعد أن نطلب أن ينجينا الله من الشيطان الشرير. نقول هذه التسبحة فتعطينا راحة وثقة أننا فى يد الله محفوظين فلا نخاف من إبليس وتجاربه.الملك= هو يملك على الإنسان وعلى الشيطان وعلى كل الخليقة. والقوة= هو أقوى بما لا يقاس من عدونا الذى يجربنا. والمجد = هو مستحق أن نمجده.
أمين= كلمة عبرية تعنى ليكن هذا وباليونانية أمين تعنى حقاً.في آية (1): إذ كان يصلي= المسيح كإنسان كامل كان يحتاج للصلاة. وكنائب عن البشرية يرفع صلاة عنا. وليقدم لنا نموذجاً. والتلاميذ حينما رأوه يصلي بحرارة إشتهوا أن يصلوا مثله، فسألوه أن يعلمهم الصلاة.
مواضيع مماثلة
» تفسير لوقا الجزء الثانى
» تفسير لوقا الجزء الثالث
» تفسير لوقا الجزء الرابع
» أقوى من الموت الجزء الاول
» استحالة تحريف الكتاب المقدس الجزء الاول
» تفسير لوقا الجزء الثالث
» تفسير لوقا الجزء الرابع
» أقوى من الموت الجزء الاول
» استحالة تحريف الكتاب المقدس الجزء الاول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى